Skip to main content

Posts

Showing posts with the label Real stories

الكلاب البشريه

سائر في طريقي منذ دقائق و في يدي أطفالي أفاجأ بثلاثة كلاب متشرده شرسه كانت جالسه في الطريق ... مجرد أن رأتنا الكلاب زمجرت بقوه و هجمت علينا ... رغم الفكوك الكبيره المملوءه بالأنياب و العيون المملوءه بالشراسه و الوحشيه و رغم خوفي الفطري من الكلاب إلا أن وجود أطفالي لم يسمح للخوف بالاقتراب من قلبي ... خرجت مني صرخة من صرخات فريد شوقي في فيلم عنتره بن شداد ... و إذا بالكلاب الثلاثه يصمتون فجأه و ينسحبون في هدوء شديد و كأن شيئا لم يكن و يرحلون نهائيا من المكان كله. وقفت لحظات اتأمل الموقف و لاحظت الشبه الشديد بين تلك الكلاب و بين بعض البشر.

الناصح الكاذب

كنا في الصف الأول الثانوي ... أولاد في فترة المراهقه ... عقولنا مفتوحه لكل ما هو خير أو شر ... غاب الأستاذ المكلف بالحصه فانتدب أستاذ أخر ليعلمنا شيئا ما أو يحافظ علينا هادئين حتى موعد الفسحه. دخل المدرس الإحتياطي – مدرس لغه عربيه – و جلس مواجها لنا و بدأ الحديث بهدوء كالحكماء ... كان الموضوع الذي اختاره مناسبا للفتره العمريه التي كنا فيها ... التدخين ... ذكر لنا أدله كثيره مقنعه تؤكد أن التدخين ليس فقط ضارا جدا بالصحه, و لكن أيضا أثبت لنا أن التدخين حرام. حصه كامله استمرت ما يقرب من الساعه ... هو يتحدث و نحن نستمع إليه بلا إعتراض أو تذمر ... كانت أدلته قويه و طريقته في الشرح و التدليل مقنعه . سمعنا صوت جرس الفسحه فتوقف عن الكلام و قام هادءا ... فتح باب الفصل و خرج ... نظرنا لبعضنا البعض و علامات الإقتناع تبدوا واضحة على وجوهنا ... خرجنا من الفصل و صدمنا بما رأينا ... الناصح المقنع يدخن سيجاره ... يا للهول ... ما هذا ؟ ... من هذا؟ ... لماذا ؟ مرت سنوات كثيره جدا على ذلك اليوم و لكن كلما اجتمع بعضنا ممن حضر تلك الحصه و رأى ذلك المشهد إلا و ذكرنا ذلك الناصح...

صباح جميل ... مناديل.

في الصباح يمر في القطار حاملا المناديل في يده و على فمه ابتسامه صافيه ... رجل كبير السن صغير الحجم يمشي ببطء و ينادي بصوت ضعيف: -      مناديل ... صباح جميل .. مناديل ... إبتسامتك أحلى دييل ... مناديل ... بتضوي في القلب قناديل. و لأننا في الصباح الباكر و لم ترتفع درجة الحراره بعد فإحتياج الناس للمناديل قليل جدا ...بالرغم من أن قليلون هم من يشترون منه المناديل إلا أن ابتسامته لا تتغير و كلماته كما هي بلا اعتراض على قلة الرزق ... لم أشتري لأني دائما احمل مناديل في حقيبتي و لكني أتفائل بكلماته و أرددها بصوت منخفض محاولا تقليد صوته . بعد العصر يمر في القطار حاملا المناديل في يده و على فمه إبتسامه صفراء ... رجل كبير السن متوسط الحجم يمشي بسرعه و ينادي بصوت عالي: ولعه و نار ...  الجو ولعه و نار ... و لعها و لعها ... شعللها شعللها . إنه يستغل إحساس الناس بالحر الشديد ليذكرهم بإحتياجهم للمناديل ... الناس تكره كلماته و إستغلاله لحرارة الجو و لكنهم يضطرون للشراء منه ... هو لا يهتم بإحساسهم بل يهتم فقط بالنقود التي يضطرون لدفعها ... الغايه تبرر ال...

ما هو الحب ؟

قالت : هل تعرف ما هو الحب ؟ قلت : أخبريني رأيك أنت أولا قالت : الحب هو أن تعشق كل تفاصيل من تحب .. كيف يتحرك ... كيف يتكلم ... أن تشعر بالشوق المجنون إليه إذا غاب ... و تنتظره حتى يعود ... و تستقبله بالفرحة و الترحاب ... أن تلازمه في وجوده و تنظر في عينيه و تذوب ... الحب هو أن تكون بمن أحببت مجنونا. قلت : أحسنتي ... فما رأيك لو أن من أحببتي لم يحبك. قالت : لا أحب إلا من بادلني الحب ... فليس الحب من طرف واحد إلا عذاب لا داعي له. قلت : فأنتي لم تصلي بعد لذلك المستوى الذي وصل إليه الشعراء و الكتاب وأمثالهم ممن يحبون الحب ذاته قالت : و أي حب هذا الذي يعذب الإنسان نفسه به بلا فائده و لا غايه ... الحب بلا أمل ليس حبا قلت : بل هو حب الخاصه الذين يجدون في الحب ذاته هدفا و غايه ... الذين يستمتعون بعذاب الحب كما تستمتعون أنتم بسعادته. قالت : و هل في العذاب سعاده قلت : عذاب الحب ليس كالعذاب الذي يعرفه الناس قالت : فما الفائدة للشاعر حين يحب بلا أمل قلت : أن يكتب الشعر ... فأجمل القصائد كتبت عن عذاب الحب قالت : فانت إذا تحب الشعر و القصائد و ليس الحب قلت : القصائد لل...

كان يا مكان

.بدأت في سرد الذكريات من الإسكندريه و لم تنتهي بعد  سيده تجاوزت الستين ... من المنوفيه ... عاشت و هي طفله بعض السنوات في كفر الشيخ حتى أصدر جمال عبدالناصر قرار بتوزيع الأرض على الفلاحين فعادت أسرتها إلى المنوفيه لإستلام الأرض. بدأت بالأمطار التي كانت غزيره جدا لدرجة أن الفلاحين لم يكونوا يستطيعون الخروج من البيوت للحقول و كانوا يأكلون يوميا الأرز و السمك ... أما الأن فالأمطار خواجاتي ... يعني ضعيفه . ثم حكت كيف كان إحترام البنت لأبيها و خوفها منه ... و عللت ما يحدث منهن الأن  بأنه بسبب التعليم و هنا إعترضت عليها ابنتها و لكنها أصرت على رأيها. ثم وصفت الأعمال الشاقه التي كان يقوم بها الفلاح مقابل أجر زهيد ... أما الأن فقد تسببت الألات الزراعيه و الأجر المرتفع في فساد أخلاق الفلاح و ضعف جسده . هي إلى الأن تتحدث و تقارن بين الماضي و الحاضر و قد وصل القطار إلى دمنهور و لا أظنها ستتوقف حتى تصل إلى بيتها في المنوفيه . هل للتعليم في مصر تأثير سيئ ؟... و هل التقدم أضر بالفلاح و الزراعه؟ ... هل كان الماضي حقا بكل ما سمعنا عنه أفضل من...