في الصباح يمر في القطار حاملا المناديل في يده و على
فمه ابتسامه صافيه ... رجل كبير السن صغير الحجم يمشي ببطء و ينادي بصوت ضعيف:
-
مناديل ... صباح جميل .. مناديل ... إبتسامتك أحلى دييل
... مناديل ... بتضوي في القلب قناديل.
و لأننا في الصباح الباكر و لم ترتفع درجة الحراره بعد
فإحتياج الناس للمناديل قليل جدا ...بالرغم من أن قليلون هم من يشترون منه
المناديل إلا أن ابتسامته لا تتغير و كلماته كما هي بلا اعتراض على قلة الرزق ...
لم أشتري لأني دائما احمل مناديل في حقيبتي و لكني أتفائل بكلماته و أرددها بصوت
منخفض محاولا تقليد صوته .
بعد العصر يمر في القطار حاملا المناديل في يده و على
فمه إبتسامه صفراء ... رجل كبير السن متوسط الحجم يمشي بسرعه و ينادي بصوت عالي:
ولعه و نار ... الجو
ولعه و نار ... و لعها و لعها ... شعللها شعللها .
إنه يستغل إحساس الناس بالحر الشديد ليذكرهم بإحتياجهم
للمناديل ... الناس تكره كلماته و إستغلاله لحرارة الجو و لكنهم يضطرون للشراء منه
... هو لا يهتم بإحساسهم بل يهتم فقط بالنقود التي يضطرون لدفعها ... الغايه تبرر
الوسيله ... يزداد نداؤه الكريه و تزداد مبيعاته.
كثير من الناس يستغلون إحتياج الأخرين لزيادة دخلهم دون
رحمه و لا إحساس ... الأطباء الذين يرفعون ثمن الكشف كلما زادت الأسعار و كأن على
المريض أن يدفع هو الزياده في الأسعار حتى يظل الطبيب في نفس مستوى المعيشه ...
ذكرت الأطباء لأن المريض هو الشخص الوحيد الضعيف حتى و إن كان غنيا ... كما أن
المريض لا حيلة له في مرضه و لا يستطيع تأجيل العلاج و لا أن يجد بديل أخر عنه ...
قس على ذلك الكثير من الأمثله الأخرى التي يستغل فيها البعض ضعف الأخرين و
إحتياجهم للتربح .
Comments