كنا في الصف الأول الثانوي ... أولاد في فترة المراهقه
... عقولنا مفتوحه لكل ما هو خير أو شر ... غاب الأستاذ المكلف بالحصه فانتدب
أستاذ أخر ليعلمنا شيئا ما أو يحافظ علينا هادئين حتى موعد الفسحه.
دخل المدرس الإحتياطي – مدرس لغه عربيه – و جلس مواجها
لنا و بدأ الحديث بهدوء كالحكماء ... كان الموضوع الذي اختاره مناسبا للفتره
العمريه التي كنا فيها ... التدخين ... ذكر لنا أدله كثيره مقنعه تؤكد أن التدخين
ليس فقط ضارا جدا بالصحه, و لكن أيضا أثبت لنا أن التدخين حرام.
حصه كامله استمرت ما يقرب من الساعه ... هو يتحدث و نحن
نستمع إليه بلا إعتراض أو تذمر ... كانت أدلته قويه و طريقته في الشرح و التدليل
مقنعه .
سمعنا صوت جرس الفسحه فتوقف عن الكلام و قام هادءا ...
فتح باب الفصل و خرج ... نظرنا لبعضنا البعض و علامات الإقتناع تبدوا واضحة على
وجوهنا ... خرجنا من الفصل و صدمنا بما رأينا ... الناصح المقنع يدخن سيجاره ...
يا للهول ... ما هذا ؟ ... من هذا؟ ... لماذا ؟
مرت سنوات كثيره جدا على ذلك اليوم و لكن كلما اجتمع
بعضنا ممن حضر تلك الحصه و رأى ذلك المشهد إلا و ذكرنا ذلك الناصح الكاذب.
Comments